السيرة الذاتية
ولد زكي نجيب محمود في قرية ميت الخولي التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية في الأول من فبراير 1905، ودخل الكتاب ليحفظ شيئا من القرآن، ثم التحق بمدرسة السلطان مصطفى الأولية بميدان السيدة زينب بالقاهرة وهو في الخامسة عشرة من عمره، حيث انتقلت أسرته إلى القاهرة. بعد أن عمل والده بمكتب حكومة السودان بالقاهرة انتقلت الأسرة إلى السودان، وهناك أكمل تعليمه الابتدائي بكلية غوردون في الخرطوم، وأمضى سنتين في التعليم الثانوي، ثم عاد إلى مصر ليكمل تعليمه الثانوي، ويلتحق بعدها بمدرسة المعلمين العليا. بعد التخرج عمل بالتدريس لسنوات قليلة سافر بعدها إلى إنجلترا في بعثة دراسية لنيل درجة الدكتوراة في الفلسفة، وتمكن من الحصول عليها من جامعة لندن سنة (ـ1947م)، وكانت أطروحته بعنوان "الجبر الذاتي"، وقد ترجمها تلميذه الدكتور إمام عبد الفتاح إلى العربية. بعد عودته إلى مصر التحق بهيئة التدريس في قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة ، وظل بها حتى أحيل إلى التقاعد سنة (1965م)، فعمل بها أستاذا متفرغا، ثم سافر إلى الكويت سنة (1968م) حيث عمل أستاذا للفلسفة بجامعة الكويت لمدة خمس سنوات متصلة. إلى جانب عمله الأكاديمي انتدب سنة (1953م) للعمل في وزارة الإرشاد القومي(الثقافة)، ثم سافر بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية في العام نفسه، وعمل أستاذا زائرا في جامعة كولومبيا بولاية كارولينا الجنوبية، وبعد أن أمضى بها الفصل الدراسي الأول انتقل إلى التدريس بجامعة بولمان بولاية واشنطن في الفصل الدراسي الثاني، ثم عمل ملحقا ثقافيا بالسفارة المصرية بواشنطن بين عامي 1954 - 1955م. اتصل زكي نجيب محمود بالصحافة في فترة مبكرة من حياته، وكانت بدايته المنتظمة مع مجلة الرسالة التي أنشأها أديب العربية الكبير أحمد حسن الزيات منذ صدورها سنة (1932م)، وصار يواليها بمقالاته ذات الطابع الفلسفي أسبوعا بعد آخر. تعرف عن طريق اتصاله بمجلة الرسالة إلى الأستاذ أحمد أمين الذي ضمه معه إلى لجنة التأليف والترجمة والنشر التي كان يترأسها، وتضم في عضويتها عددا من أعلام العصر وكبار رجال الفكر، وقد توثقت الصلة بين الرجلين وأثمر ذلك عن اشتراكهما في تأليف ثلاثة كتب هي: قصة الفلسفة اليونانية، وقصة الفلسفة الحديثة، وقصة الأدب في العالم. خلال هذه الفترة ظهرت مجلة الثقافة برئاسة أحمد أمين، وبمعاونة من لجنة التأليف والترجمة، فاشترك في تحريرها زكي نجيب محمود ووالاها بمقالاته المتعددة. عهدت إليه وزارة الثقافة في عهد الوزير محمد عبد القادر حاتم بإنشاء مجلة فكرية رصينة تعنى بالتيارات الفكرية والفلسفية المعاصرة، فأصدر مجلة "الفكر المعاصر" ورأس تحريرها حتى سافر إلى الكويت للعمل في جامعتها. بعد عودته من الكويت عام197. انضم الى الأسرة الأدبية بجريدة الأهرام ؛ وشارك بكتابة مقاله الأسبوعي كل ثلاثاء. قدم زكي نجيب محمود سيرته الذاتية في ثلاثة كتب هي: قصة نفس، وقصة عقل، وحصاد السنين الذي أصدره سنة (1991م)، وهو آخر كتبه، وتوقف بعدها عن الكتابة، بعد أن شعر أنه أدى رسالته ولم يعد لديه جديد يقدمه، بالإضافة إلى ضعف بصره الذي اشتد عليه ومنعه من القراءة والكتابة. وظل على هذا الحال حتى أدركته منيته في 8 سبتمبر 1993م .
|